Ad Code

في منتصف الليل.. متى كان اللقاء الأول بين السادات وزوجته الراحلة السيدة جيهان؟

جيهان السادات، جيهان صفوت رؤوف، من مواليد عام 1933، لأب مصري كان يعمل موظفاً في مديرية الصحة، وأم إنجليزية، ولدت في جزيرة الروضة التي تقع بين محافظتي الجيزة والقاهرة، كانت الثالثة بين أربعة أطفال في الأسرة، وفي سن الخامسة عشر التقت الرئيس الأسبق الراحل محمد أنور السادات، ونشأت بينهما قصة حب أدت إلى الزواج.

أصبحت جيهان فيما بعد أول زوجة رئيس مصري تلقب بـ”السيدة الأولى” وتنخرط في العمل العام المصري.

كان اللقاء بين جيهان والسادات وقع قبل أن يلتقيا فعلياً، فهي تسمع عنه وتعرف نضاله الوطني بل ومنبهرة تماماً به، لذلك عندما جاءت الفرصة وعلمت بوجوده سقط الطعام من يدها من شدة المفاجأة أنها أخيراً سوف تراه، وكانت حينها لازالت فتاة مراهقة صغيرة ولكن اسمه كان يتردد في كل مكان.

كان أول لقاء بينهما في منتصف الليل، حينما أتى السادات من القاهرة مع حسن عزت زوج ابنة عمتها، في ليلة رمضانية وأثناء تجهيز الأسرة للسحور، ووجدت جيهان حسن يخبرهم بتجهيز طعام جيد لضيافة الرجل، حينئذ كانت المحاكمة التي تتم بحقه هو وزملاؤه في قضية اغتيال أمين عثمان وزير المالية لازالت قائمة، وتوشك على الانتهاء، وكانت الصحف شغلها الشاغل يومياً صور السادات بزعم أنه قائد المجموعة المتورطة في الحادث، كل ذلك كانت جيهان مطلعة عليه جيداً وحريصة على قراءة كل ما يكتب عنه في الصحافة، بحسب ما رَوت.

تقول جيهان: “كان إعجابي بالسادات والرجال الآخرين الشجعان الذين يحاكمون يتزايد مع قراءة كل موضوع جديد ينشر عنهم في الصحف كنت أترقب بفارغ صبر عودة ابنة عمتي حاملاً الصحف، لقد سيطرت على تماما قضية المحاكمة وبطولات المتهمين، وعلى مدى ليالي رمضان كنت أبادر حسن ليحكي لي المزيد عن أنور السادات، وقد هزتني وأثارتني قصة دخول أنور السجن لأول مرة بعد أن فتشت قوات بريطانية بيته، وطول فترة إجازتي التي قضيتها في السويس لم أكن افكر في شيء آخر إن هذا الرجل قد جسد كل ما أعجب به وأرغب في أن أكونه لقد كان بطلاً”.

بعد انتهاء المحاكمة اصطحب حسن إلى منزله أنور السادات، وحينها حاولت جيهان أن تستعد للقائه وترتدي ملابس أخرى لكي تبدو بهيئة، ولكن ما حدث: “أثناء خروجي مهرولة من المطبخ إلى غرفة النوم لم ألحظ وجود ذلك الشخص الجالس في هدوء في الصالة إلا بعد فوات الأوان شلت حركتي مرة أخرى وأنا شاخصة هناك لا استطيع أن أتحرك ولساني معقود لماذا هو جالس في الممر وليس حجرة الجلوس، والتفت نحوي ببطيء كنت أعلم أني لابد أن أخفض بصري وألا أنظر إلى هذا الرجل ولكن في تلك اللحظة لم أقو على ضبط نفسي وكان الممر مظلماً ولكن ملامحه كانت مألوفة لي بعد كل الصور التي شاهدتها له لدرجة أني شعرت بالأضواء وكأنها باهرة، وعندما إلتقت نظراتنا لمحت في عينيه مسحة من الجدية والحزن… ودون أن أتذكر لزوجة يدي المتسخة من إعددا الطعام مددتها إليه مرحبة فصافحني بهدوء ولم ينبس أي منا بحرف واحد.. وبعد ذلك تناولنا وجبة السحور ولم استطبع أن ابتعد بعيني عنه”.

لم يحدث بينهما حديث مباشر إلا بعد أيام من بقاءه في المنزل، فقد كان صامتاً أغلب الوقت وشارد الذهن، يبدو عليه أنه يفكر كثيراً، وكان أول حديث بينهما: “لقد أحضرت لك ثمرة تين، قلت له بعد أن قطعت واحدة من فرع متدل، وللمرة الأولى نظر إلي مبتسماً وسألني عن عيد ميلادي الذي سوف احتفل به قريباً، فأجبته بالإيجاب، ثم قال معتذراً إنه لن يتمكن من يشتري هدية، ولكن لم أهتم بذلك وكنت مهتمة بسؤاله عن بقاءه معنا”.

قد تزوجا الاثنان فيما بعد رغم الفروض الاجتماعية وفرق السن كبير بينهما، ولكن جيهان قد أحبته كثيراً كما قصت في كتابها، وأخذت المشاعر بينهما تكبر كل يوم، فكانت تنظر لها على أنه بطلها الوحيد وممثلاً لمعاني الوطنية وحب مصر لذلك تعلقت به كثيراً.

بتاريخ:  2021-07-09

قراءه الخبر
شكرا لك



The Dog Lover Guide

Post a Comment

0 Comments